Sunday, October 23, 2011

لَونتها لون فرحه

اليوم..لم يقوم المنبه الملعون بدوره فى قطع أحلامى او كوابيسى , ضوء الشمس تسرب من النافذه ليوقظنى. اذهب إلى المطبخ لأعد نسكافيه يليق بيوم اعلم تماماً إنه قادر على إهدار طاقتى...استمتع بعمل وش للنسكافيه و ادندن مع فيروز رفيقه الصباح "و بعرف السعاده هون..بقلب بيتى الصغير بكندا".
كنت أشعر أن هذا اليوم يومى رغم ان أحداثه تتكرر كل يوم...لا...أنا أكذب!!....لم أكن أشعر انه يومى لكنى أردته أن يكون يومى...أردت أن اضحك إلى أن ينقطع نَفَسى...أردت أن اكون سعيده لا لشىء...فقط افتقد الشعور بالسعاده. تعمدت فى هذا اليوم أن ارتدى الواناً مُبهجه فأخترت الأحمر.
اسير أنا و هاجر فى طريقنا إلى الدرس...الشارع ليس مزدحم كعادته فأخبر هاجر "أنا مبسوطه النهارده "...يرن هاتفى و تكون مَريَم و تقول بأن لديها مفاجأه ستخبرنى إياها عندما ترانى فأرد بأنى لن أراها إلا بعد أن تخبرنى بالمفاجأه فتقول "ساره أنا اتحجبت...و بقيت شبهك"...نصرخ سوياً فى سماعه التليفون و كأنها تفاجأت بحجابها...لم ابارك أو ادعى لها بشىء..فقط قلت لها "أنا مبسوطه...مبسوطه اوى...أنا فرحانه بجد".
انظر لهاجر نظره انتصار و اقول ان حجاب مَريَم حدث يستحق الإحتفال...الحقيقه إنى فرحت أكثر بأنها اصبحت تشبهنى...صديقتى تشبهنى...اليس هذا سبب كافى لإسعادى ؟!....نذهب للدرس و أنا مستمره فى فتح ذراعى لإستقبال أى شىء يسعدنى مهما كان صغير.
ينتهى الدرس و اقف انا و هاجر فى إنتظار سمر (أختى) لتحمل كل منا إلى منزلها , اتصل بها لتخبرنى أن الطريق مزدحم و متوقف تماماً...لم أفقد صوابى و لم اخبرها إنى مرهقه تماماً و لا أستطيع الوقوف..ليس خوفاً ان تعنفنى بردها "أنا مش سواقه دادى يا روح مامى"..و لا بسبب نبره صوتها التى تؤكد إنها ليست على ما يرام و لكن بسبب " انا مبسوطه النهارده" , اقف أنا و هاجر صامتين..الكلام قد نفذ و الطاقه ايضاً نفذت.
كنت أعرف ان سمر الآن مُعلقه وسط هذا الإزدحام و تغنى بصوت مرتعش "جايه هديه حبيبك على جنح الطير...باعتلك نسمه تجيبك بعجأه هالسير".
و فجأه السماء تمطر...تمطر بغزاره...تمطر بسعاده...افتح فمى و انسى ان اغلقه....انظر لهاجر و لا أستطيع النطق بأى كلمه....السماء تمطر!! , وقفت فى نصف الطريق اقفز كالبلهاء و اصرخ بأعلى صوتى "الدنيا بتشتى...الدنيا بتشتى....الدنيا بتشتى!"...ارفع يدى للسماء كأنى اريد أن احصل على قطعه منها...اردت فعلاً ان أحصل عليها كلها , شعرت لحظتها أن الكون يساعدنى فى لمس أعماق الفَرَح بدون ترتيب له او بدون توقعه كنتيجه مُتوقعه للحزن المتتالى.
وصلت سمر و كانت على خير ما يرام...لابد انها تذكرت نظريتها عن انها ليست الفتاه الوحيده على هذا الكوكب التى لم يرسل لها حبيبها نسمه كهديه تنقذها بعجأه هالسير , طلبت منها ان تسلك طريق البحر لاستمتع به هو و المطر سوياً , استمتعنا نحن الثلاثه بكل ما يحدث حولنا..البحر...المطر...الهواء الرطب...حتى الإزدحام استمتعنا به ثم كتبت على الزجاج بجانبى "رجعت الشتويه".
اعود إلى البيت و كأن المطر قد زودنى بطاقه لا حصر لها , ادخل غرفتى...افتح النافذه و انظر للسماء لاشكرها على ذلك اليوم غير المتوقع , اطلق لشعرى الشعور بالحريه و اقرر ان احتفل بذلك اليوم على طريقتى الخاصه...بدأت ارقص...ارقص بكل ما املك من حريه و سعاده...استمر فى الرقص...اشعر بخفه جسدى...اشعر بشعرى و هو يرافقنى فى كل إتجاهاتى..يمين...شمال ثم يغطى وجهى ثم يقوم الهواء بدوره فى مثل هذا الموقف...يقوم بكشفه مره آخرى للسماء , بدأت ارى تلك النقاط الزرقاء و الحمراء....و الخضراء و الصفراء...بدأت ارى كل الالوان فتوقفت حتى لا استقبل الارض برأسى.
ارمى بجسدى على السرير و ابتسم لخروج الالم من جسدى , استمتع بأم كلثوم فى الظلام...اجهل وصف ذلك الشعور..شعور براحه غير ناقصه...شعور بعدم الخوف مما سيأتى...عدم الخوف مما سأدفعه ثمناً لذلك اليوم...أنا فقط سعيده و بيكفى !