Saturday, July 30, 2011

فى قهوه ع المفرق

وحدها تدخل تلك المقهى المطله على البحر , لا يوجد احد سواها , جلست على طاوله فى المنتصف فهى لا تحب تلك الطاوله فى ذلك الركن المظلم...تأملت صور أم كلثوم , Frank Sinatra , Ballie Holiday و Louis Armstrong المعلقه على الحائط , ثم طلبت قهوتها المعتاده على شربها فى صباح كل يوم.
ظلت تفكر فى هشاشه قلبها التى تزداد يوماً بعد الاخر لدرجه انها تخاف ان تضحك بعمق حتى لا تتناثر روحها بالمكان و تترك فراغاً كان يوماً "هى"....تتوسل لقلبها ألا يتركها الان فمازال هناك متسع للحياه.

وحده صوت فرانك سيناترا بدأ يملأ المكان..و بدأ صوتها يرتفع معه
Yes, there were times...I'm sure you knew , when I bit off more than I could chew but through it all when there was a doubt...I ate it up and spit it out
و كلما ارتفع صوتها...كلما ازدادت هشاشتها.
مر وقت قصير ثم دخل رجل عجوز..تملأ التجاعيد وجهه , يرتدى وشاح رمادى فوق بذلته السوداء و جلس فى تلك الطاوله المظلمه , اسند رأسه إلى الزجاج بجانبه بعد ان شرب قهوته و بدا مستمتعاً بصوت المطر.
و هى...ظلت تراقبه و تغنى , احست ناحيته بالإنتماء...تمنت ان تعرف ماضيه...ان تعرف من تلك المرأه التى حظيت بمثل هذا الرجل الشاب العجوز الانيق...ان تعرف من هم اولاده و احفاده الذين تمتعوا بكل هذا الخير فى عينيه...ام هو وحيداً من البدايه؟ او تركته زوجته و رحلت إلى السماء السابعه و سافر كل من اولاده و احفاده إلى بلاد الله فى الشرق و الغرب؟
تمنت ان تعرف عنه كل شىء...هل ينتظر احد ام انه يفكر فى هشاشه قلبه مثلها؟....كل تلك الأسئله العديده فى عينيها لفتت نظره إليها فابتسم و اقترب إليها و سألها:
-?Shall we dance
فأجابت بالموافقه رغم عدم إتقانها لتلك الحركات التى تحتاج لخفه و حريه...بدت لها الرقصه فى أول الامر مستحيله ثم اصبحت حركتها اكثر خفه و استمرت فى الغناء بصوت ملىء بالسعاده المفجعه:
I'm like an ocean wave that's bumped on the shore...I feel so absolutlely stumped on the floor
و ذلك الرجل الذى ارسلته السماء لها و ارسلتها له بدا مستمتعاً اكثر بالرقصه و المطر و رد عليها :
Fill my heart with song , let me sing forever more , you are all I long for...all worship and adore

و هى احست بتلك اللذه ان تسمع صوت ضحكها يعلو دون الخوف من هشاشه قلبها.


Yes, It was her way

Wednesday, July 20, 2011

السما السابعه

قررت انى انزل من البيت بعد ما ازدحم بالناس...ناس وجودهم غير مبرر بالمره,نزلت و سماعاتى فى ودنى و ايديه فى جيوبى.
البحر كان اصغر من انه يحتوينى...كان غضبان مابيضحكش و الاغانى كمان مكانش ليها لون


لقيتنى ماشيه فى شارع فؤاد..الشارع الغامض الدافى اوى ده, سما شارع فؤاد دايما صافيه و عمرها ما غيمت ابداً.
دخلت كل مكان فيه...بعدت عن كل الناس من غير ما احس...وقفت فى شارع طويل و نهايته مكانتش باينه, سمعت صوت بينادينى من بعيد...الصوت بيقرب و دقات قلبى اسرع...اقرب...اسرع...اقرب...اقرب.
السخونيه و البروده كلها اتجمعت فى جسمى و ايدى بتترعش...جسمى كله بيترعش و الصوت بيقرب زياده.


فجأه يأتى كائن عجيب من اللاشىء لا هو انسان و لا حيوان و الخوف منع رجلى من انها تتحرك من مكانها.
سألته بصوت بيتقطع:
-انت ايه؟ انت ازاى؟ حتأذينى؟
-مش حأذيكى
-طب هو..
قاطعنى
-انا عفريت...شبيك لبيك اطلبى طلبات على قد الايد
-على اد الايد؟مش المفروض العفريت بيحقق كل الاحلام؟
-و انت شفتى عفريت قبل كده؟
-لا بس...
-و بعدين هو انا اللى خلقك عشان احقق لك كل احلامك؟
-لا مش انت اللى خلقتنى بس انا احلامى مش بتتحقق...حتى ابسطها
-عشان انتِ مش مؤمنه...مش مؤمنه خالص
-لا انا مؤمنه بربنا جدا و كما..
-انتِ مسلمه مش مؤمنه...مش انتِ اللى دايماً تقولى اشمعنى انا اللى يحصل لى كده؟ مش انت اللى بتقولى ليه انا اللى دايماً فى الاخر؟
انتِ ليه و اثقه ان انا اللى هاحقق لك احلامك؟ عشان انا ع الارض؟ و لا عشان ربك فى السما السابعه؟
-انا اّه بقول الكلام ده بس ببقى غضبانه وقتها
-و انتِ لو مؤمنه زى ما بتقولى...ماتعرفيش ان وقت الغضب ده هو اللى بيبين مدى ايمانك؟
-اه بس اصلاً..
-انتِ ضعيفه...ماتستحقيش ان احلامك تتحقق
-انا مش ضعيفه...انا مؤمنه جداً...انا بشر يعنى من حقى انى اغلط و اغضب
-انتِ مؤمنه ضعيفه
سَكَت كتير و الدموع بتحرق من كترها..
قلت له:
-انت صح..صح بطريقه مبالغ فيها.....طب انت ظهرت لى ليه لما انت ايدك قصيره و مش عايز تحقق لى احلامى؟؟
-ظهرت لك عشان تعرفى انك مؤمنه ضعيفه
-طب ماشى...شكراً
-على فكره ظهورى ليكِ باب لتحقيق احلامك
-اه...يمكن (و الدموع بتحرق اكتر و اكتر)


الصمت بيعم المكان لفتره لا بأس بها...ملامح الشارع بتتغير و انا نسيت اخاف من العفريت, انا ساكته و هو ساكت.
بعدها بدأت اتكلم :
-طب بما انك عفريت...هو انا احلامى ليه مش بتتحقق؟
-عشان ايمانك ضعيف
-قلتها لى قبل كده....عايزه تفسير بقى
-ما هو عشان ايمانك ضعيف فأنت مش و اثقه فى ربك و مش واثقه من انه هايحقق لك كل اللى نفسك فيه.
انتِ روحك ناقصه عشان كده ايمانك ضعيف  و احلامك ضايعه منك
-طب و انا هلاقى روحى الناقصه دى فين؟؟
-دورى عليها فى المكان اللى فقدتى فيه ثقتك فى كل حاجه...تعرفى فين المكان ده؟
-كل الاماكن خلتنى افقد الثقه فى كل حاجه و اهمهم روحى...عشان كده هى ناقصه
-و ده مبرر انك تفقدى ثقتك في ربك؟ مش يمكن هو مش بيحقق لك حلم عشان يحقق لك حلم تانى انتِ مش واخده بالك منه؟
مش يمكن اختيارك لحلمك كان غلط؟
مش يمكن لو كنتِ حققتى حلمك ده,كنتِ خسرتى قصاده حاجات كتير حلوه؟
انتِ عارفه يعنى ايه رب السموات و الارض يختار لك حلمك؟....يعنى هتبقى سيده الارض
ثقتك فى ربك هى اللى هتخليكِ مؤمنه...ظهورى ليكِ اشاره من السما...ربك بيحبك...انتِ محظوظه


-ممتنه جداً لظهورك....ده انت جت لى من السما يا جدع
-حد يقول لعفريت "يا جدع"؟
-ما انت بقيت صاحبى بقى خلاص
ضحك ضحكه صغيره و اختفى.


السما بدأت تنور و الشارع بقى اوسع...حتى البحر بقى اكبر من اى مره بصيت له فيها....و روحى كمان اكتملت و بدأت تنور.

Friday, July 15, 2011

افتكرت

منير لما قال "عمرك ما تشعر بغربه الا فى حنين مكبوت" كان يقصدنى انا....بس الحكايه مش مجرد احساس بالغربه و الحنين... دى  غربه و حنين و تغيير و احساس بالفراغ...فراغ من جوه مش من بره و فى ايام زى الايام دى الحاجه الوحيده اللى اقدر اعملها هى انى افتكر 


افتكر شكل ماما و هى بتتفرج على فيلم قبل ما تنام...بتبقى صغيره و جميله و افتكر نفسى لما ادخل لها و اقعد على ركبى و اتفرج معاها


افتكر وقفتى فى المطبخ معاها و هى بتحضر لى الغدا بعد ما ارجع من المدرسه و احكى لها احداث يومى


افتكر شكل السما و هى بتنور فى الفجر و انا رايحه المدرسه و صوت القران اللى ببدأ يومى بيه


افتكر ضحكى مع صحابى اللى عمرهم ما سمحوا لى غير بأنى اضحك و افتكر شكلنا و احنا واقفين تحت المطر فى المدرسه...كانت الناس كلها تجرى و تستخبى الا احنا...و نستخبى ليه؟ هو فى احلى من المطر؟



افتكر كل يوم سبت و انا راجعه البيت...لهفتى عليه كأنى غايبه عنه عشر سنين...فاكره لما فيروز كانت تشتكى لى طول الطريق من شلحتها بالدكان و دجره الحيطان منها و اد ايه هى محترفه فى الحزن...ماكنتش باحس بيها لأنى كنت محترفه فى الفرح بس



افتكر اخر رحله لدريم بارك و انتظارنا بالساعه فى الدور...وقفتنا دى كانت احلى من اللعبه نفسها...الضحك فيها بيبقى هستيرى



 افتكرت بردو يوم ما القدر طلع لى لسانه و قال لى :هتسيبى البيت و المدرسه و صحابك و جهزى نفسك لحياه تانيه على مزاجى انا



Change..we don't like it, we fear it but we can't stop it from coming, we either adapt to change or we get left behind.

Meredith Grey...مصممه تأذينى بكلامها الحقيقى اوى ده

افتكرت ميرال الطحاوى اللى ظهرت فى وقت مكانش ينفع ان حد غيرها يظهر فيه لما قالت تعجب الناس كيف ان كل ما تركوه وراءهم من ذكريات بعيده صار امامهم فجأه و ان الاشياء التى محيت من الذاكره و صار بين الناس و بينها بلاد و عباد و قوافل سياره كما يقول العرب...صارت تلك الاشياء ع البال والخاطر...اصبح الماضى الذى فات و انقضى حاضراً بل اصبح يعصف بهم من جديد




انا عايزه السما تمطر عشان ادعى و اجرى و ارقص....عايزه المس المطر...محتاجة اوى احس بالفرق بين الدفى و البرد