عزيزى /......
كونك ما زلت مجهولاً
فهذا يزيد من شغفى إليك ، مع ذلك ارجح
فكره وجودك فى الخيال. الواقع هنا يا عزيزى اسوأ مما يمكن أن تتخيل ،
المدينه تعيسه مزدحمه ببشر ارواحهم خاويه..لا يقدرون قيمه الصباحات و لا حتى باقى
اليوم ، يستيقظون فقط لينتهى اليوم و يذهبوا ليناموا مفكرين بخيباتهم المتتاليه و
إختفاء تلك الإنتصارات الصغيره التى كانت تشعرهم يوماً انهم مازالوا أحياء
منذ أن اعتدت النزول
للشارع وحدى و أنا دائماً احدق فى وجوه الناس دون سبب..اعتبر ذلك الآن عاده سيئه ،
اسير هذه الأيام انظر لقدمى..لسرعتها و خفتها
بعض الوقت او ثقلها البعض الآخر ..صرت اعيش داخل الموسيقى فى اذنى بكل ما املك من
خفه و نور ، هل تؤمن بأن الموسيقى يمكنها ان تغير من شكل الأماكن ؟ الأحداث ؟ أن
تكون منفذك الوحيد لعالم آخر حيث الحياه التى نحلم بها يومياً ؟
مؤخراً صار عندى
رغبه فى الحديث مع شخص غريب ، و لتعرف..ليس لدى ما اقوله و لا رغبه لى فى سماع
جمله تغير حياتى لأن لا جمله و لا فيلم و لا روايه ممكن ان تغير حياه ، او انا
التى صرت غير قابله للتغيير ؟ ام انى بت لا اشعر بالتغيير الذى ينخر فى عقلى كل
يوم؟ لا اعرف ، فقط أريد من لا اعرف بجوارى
اصل يومياً لحافه
الجنون بحيث تكون رغبتى الوحيده تكسير كل ما يقع عليه نظرى ، اتعرف ذلك المشهد
عندما يصل البطل لقمه يأسه فيدمر بيته و لا يترك شىء سليم؟ الفرق بينى و بينه يا
عزيزى ان انهياره يليه ربع ساعه اخيره فى الفيلم يحقق فيها حلمه و يحصل على
السعاده الأبديه اما انا فلا اصل..ما زلت هنا على حافه الجنون
بالأمس فلتت منى
زجاجه و تناثرت اجزائها بالمكان ، تخيل..شعرت وقتها بلذه إنتصار..ان تفتت شىء
بيديك و تعرف انه لن يعود مره آخرى..للأبد ، شعرت من بعدها إنى خفيفه دون حمل او
ثقل
اكتب لك الآن فى
السادسه صباحاً ، لايحيطنى سوى موسيقى فيفالدى و هواء يغازل شعرى فأشعر بخفتى
اكثر...اعرف انك لست بعيد..فقط كن اقرب...تعال لنرقص غير مكترثين بهراء
العالم..لنكن سعداء تافهين..لنكن اخف من الهواء..سوياً