Thursday, August 1, 2013

اكتب إليك..



عزيزى /......
كونك ما زلت مجهولاً فهذا يزيد من شغفى إليك ، مع ذلك ارجح  فكره وجودك فى الخيال. الواقع هنا يا عزيزى اسوأ مما يمكن أن تتخيل ، المدينه تعيسه مزدحمه ببشر ارواحهم خاويه..لا يقدرون قيمه الصباحات و لا حتى باقى اليوم ، يستيقظون فقط لينتهى اليوم و يذهبوا ليناموا مفكرين بخيباتهم المتتاليه و إختفاء تلك الإنتصارات الصغيره التى كانت تشعرهم يوماً انهم مازالوا أحياء

منذ أن اعتدت النزول للشارع وحدى و أنا دائماً احدق فى وجوه الناس دون سبب..اعتبر ذلك الآن عاده سيئه ، اسير  هذه الأيام انظر لقدمى..لسرعتها و خفتها بعض الوقت او ثقلها البعض الآخر ..صرت اعيش داخل الموسيقى فى اذنى بكل ما املك من خفه و نور ، هل تؤمن بأن الموسيقى يمكنها ان تغير من شكل الأماكن ؟ الأحداث ؟ أن تكون منفذك الوحيد لعالم آخر حيث الحياه التى نحلم بها يومياً ؟
مؤخراً صار عندى رغبه فى الحديث مع شخص غريب ، و لتعرف..ليس لدى ما اقوله و لا رغبه لى فى سماع جمله تغير حياتى لأن لا جمله و لا فيلم و لا روايه ممكن ان تغير حياه ، او انا التى صرت غير قابله للتغيير ؟ ام انى بت لا اشعر بالتغيير الذى ينخر فى عقلى كل يوم؟ لا اعرف ، فقط أريد من لا اعرف بجوارى

اصل يومياً لحافه الجنون بحيث تكون رغبتى الوحيده تكسير كل ما يقع عليه نظرى ، اتعرف ذلك المشهد عندما يصل البطل لقمه يأسه فيدمر بيته و لا يترك شىء سليم؟ الفرق بينى و بينه يا عزيزى ان انهياره يليه ربع ساعه اخيره فى الفيلم يحقق فيها حلمه و يحصل على السعاده الأبديه اما انا فلا اصل..ما زلت هنا على حافه الجنون

بالأمس فلتت منى زجاجه و تناثرت اجزائها بالمكان ، تخيل..شعرت وقتها بلذه إنتصار..ان تفتت شىء بيديك و تعرف انه لن يعود مره آخرى..للأبد ، شعرت من بعدها إنى خفيفه دون حمل او ثقل

اكتب لك الآن فى السادسه صباحاً ، لايحيطنى سوى موسيقى فيفالدى و هواء يغازل شعرى فأشعر بخفتى اكثر...اعرف انك لست بعيد..فقط كن اقرب...تعال لنرقص غير مكترثين بهراء العالم..لنكن سعداء تافهين..لنكن اخف من الهواء..سوياً

Wednesday, May 8, 2013

Hello , Stranger

بالأمس سرق أحدهم هاتفى و أنا ممسكه به كأشياء كثيره فلتت من بين أصابعى كالماء...هل كانت هذه فرصتى لأفجر طاقتى؟ فى هذه اللحظه كنت واقفه على حافه اللاوعى ، بدأت اصرخ فى الناس و لا اسمعنى ، كان صوتى مكتوماً بالنسبه لى..كأنى اهمهم بصوت عالى ، افقد السيطره من جديد...أرى البعض يحدثنى ..أرى شفاههم تتحرك و لا أفهم ما يقولون!
أقف ، اتوسل مخى أن يعطى إشاره لجسدى أن يتحرك و يذهب فى طريقه..

المخ هو أكثر عضو غامض فى جسم الإنسان فهو يتعلم ، يتغير ، يتأقلم ، يحرك حواسك فعندما يتأذى..عندما يصطدم بالأرض فهو يصبح أكثر غموضاً

افقد السيطره تماماً ، اختفى الألم ، مخى توقف عن إرسال أى إشاره لجسدى ، و الناس...الناس تلاشت من أمامى..سقطت..ارتطمت بالأرض.

افتح عينى ، أرى وجوه شاحبه خائفه تسألنى فى توتر : "انتِ كويسه؟"
أحاول ان الملم أفكارى المبعثره بالمكان ..ماذا حدث هنا؟ من هؤلاء؟ كيف أفيق فى الشارع و ليس فى غرفتى؟!!أحدق فى وجوههم آمله ان يثبتوا مكانهم و يكفوا عن الإهتزاز ، و بالتدريج صارت الرؤيه أفضل و استطعت أن ارتب الحروف إلى جانب بعضها و اخبرهم إنى "كويسه"

كان لابد من إكتمال المشهد..ذلك الغريب الذى سحبنى من يدى ليقلنى للبيت خوفاً من حدوث إنهيارات غير متوقعه ، يمشى و أنا امشى خلفه أجُر رجلى المرتعشه ، يحكى لى ما حدث : "بربشتى كتير و فجأه اترزعتى"....نعم ، أشعر ب"اترزعتى" فى رأسى الآن ، تلك الإنفجارات التى تحدث بالداخل ناتجه عن "اترزعتى"...اغالب البكاء و نضحك على سرعه جسدى فى السقوط دون تفاهم..

منذ حوالى شهر حلمت أن احداً كان يغنى معى "يا عاشقه الورد" دون أن اراه ، خطر ببالى هذا الحلم أثناء سيرنا للبيت ... هل هذا الغريب هو من غناها؟ ماذا لو سألته؟ هل سيفكر أن هذا الهذى أثر "اترزعتى"؟؟هل اخبره إنى مؤخراً ادمنت الأوبرا؟ احكى له عن رغبتى فى السفر لفيننا؟ عن عزف فيفالدى القادم من الجنه و إنه الوحيد القادر على جعل اليوم قابل للعيش؟ هل اخبره ان اسمى "ليلى"؟ على الأقل سيكون هناك من يعترف بى ك"ليلى
هل يمكن لهذا اليوم أن يحدث حقاً؟!!
نصل للبيت ، اضحك و اقول "فرصه سعيده" ، يرد مبتسماً فى سخريه : "أنا أسعد".....يمضى غريباً فى طريقى و أمضى غريبه فى طريقه.
x

Saturday, December 1, 2012

عن ديسمبر


ديسمبر العزيز..جئت هذا العام بدون مطرك و ثلجك..جئت فقط ببروده جَمَدت حواسى ، التفاصيل وحدها من تحافظ على سلامه عقلى...ادمنت تفاصيل البشر و لو احكى لك عن البشر !! لم اكن اعرف انهم محملين بهذا القدر من التعاسه...كلهم و لا أستثنى أحد..اليست الحياه أبسط من ذلك؟....حسناً ، ليست بسيطه لكن ايضاً لم يقل لى احد إنها بتلك الصعوبه
دعنا من البشر الآن..سأحكى لك عنى ، عينى صارت أوسع رافضه إستقبال الكحل فيها...شعرى أيضاً صار اطول و أغمق...و أضعف مثلى أنا..أنا التى بِتّ لا أعرف الكثير عنى...أخاف منى معظم الوقت ،  لا أعرف ما الذى أنوى فعله أكثر بنفسى ، أتغير كثيراً..أتغير بسرعه تفوق طاقتى...أحياناً للأفضل و غالباً للأسوأ..صرت مثل الزجاج..ضربه واحده يمكنها أن تفتتنى...
تعقدت علاقتى بالحكى...تعقدت حد الصمت.
و فى وسط كل ما يجرى اجدنى أكثر إقبالاً على الحياه...اتخيلنى دائماً اركض وسط حشد كبير من الناس رغم انى اعرف انه لا يوجد كاميرا تصورنى و انا اركض كما تصور بطل الفيلم بطريقه تجعل كل الناس تشتهى الركض !
اتخيلنى أرقص مع الرجل الذى سأحبه فى شارع فؤاد بعد منتصف الليل..يا الله ! ماذا كنت سأتخيل لولا الأفلام؟! لهذه الدرجه الواقع عبثى حيث لا يوجد به مصدر للأحلام؟!
يصيبنى إضطراب مفجع عندما اصطدم بالواقع لأننى و أنا أعرف كل شىء عن الواقع لا أعرف كيف أتعامل معه فأهرب منه إلى أحلامى و حياتى التى بنيتها هناك...لا أعرف متى ستصبح كلمه "الواقع" لا تسبب لى الذعر و لا بد أن يحدث ذلك يوماً ما..لكن ماذا لو لم أكن صبوره؟ ماذا لو تشبثت بالأحلام و تماديت فى رفضى للواقع؟
ديسمبر..أعرف إنك لست سوى شهر أبله ينهى هذا العام الأكثر بلاهه و مع ذلك أطلب منك واقعاً مثل الحلم...واقعاً من غير كوارث...أرجوك لا تجعلنى استسلم للبروده و أنساق لها..صدقنى لم يبق بى موطىء للخساره*

*قصيده لمحمود درويش

Sunday, January 8, 2012

فى غيابك ...


قررت ان أكتب الان .. هذه الليلة , لا أفكار تعبث برأسى .. لا شئ أشعر به لأكتب عنه .. لا فرح يدغدغ جسدى و لا حزن يصيب روحى .. لا خوف يسحب ما تبقى بى من نفس ... لا شئ !
خواء .. فقط خواء ..المجد لمن تركنى أحمل هذا اللاشئ معى اينما ذهبت ..

فقط .. لماذا غيابك دائماً ناقص ؟ لماذا لم يكتمل ؟
اكمل غيابك حتى لا تترك لى هذا الفراغ الموجع .. لا أريد أن اراك فى كل يوم .. فى برودة الجو التى تذكرنى بدفئك , فى خوف أمى علىّ , لا أريد أن اراك فى طبطبة المرأة العجوز عندما أقف لتجلس هى مكانى فى الترام .. أن أسمع صوتك فى ضحك الفتاة التى تركض تحت المطر .. أن أشعر بك فى هشاشة جسدى المرتعش .. أن اراك فى غضب موج البحر فى نهار شتوى مظلم .. أن أشتم رائحتك فى القهوة التى كنّا نحتسيها يوماً سوياَ ..

غيابك دائماً حاضر .. يوجعنى .. أنت لم تغب أصلاً 
فالهروب منك ينتهى بالحنين اليك ..
كثيراً ما أردت أن أنتهى من غيابك و حضورك لكن تعلم ؟! .. هذا الوجع يروق لى .. لم 
أنتهى منك و لن تنتهى منى , فإحضر كما تشاء .. و غب كما تشاء ..


Sunday, October 23, 2011

لَونتها لون فرحه

اليوم..لم يقوم المنبه الملعون بدوره فى قطع أحلامى او كوابيسى , ضوء الشمس تسرب من النافذه ليوقظنى. اذهب إلى المطبخ لأعد نسكافيه يليق بيوم اعلم تماماً إنه قادر على إهدار طاقتى...استمتع بعمل وش للنسكافيه و ادندن مع فيروز رفيقه الصباح "و بعرف السعاده هون..بقلب بيتى الصغير بكندا".
كنت أشعر أن هذا اليوم يومى رغم ان أحداثه تتكرر كل يوم...لا...أنا أكذب!!....لم أكن أشعر انه يومى لكنى أردته أن يكون يومى...أردت أن اضحك إلى أن ينقطع نَفَسى...أردت أن اكون سعيده لا لشىء...فقط افتقد الشعور بالسعاده. تعمدت فى هذا اليوم أن ارتدى الواناً مُبهجه فأخترت الأحمر.
اسير أنا و هاجر فى طريقنا إلى الدرس...الشارع ليس مزدحم كعادته فأخبر هاجر "أنا مبسوطه النهارده "...يرن هاتفى و تكون مَريَم و تقول بأن لديها مفاجأه ستخبرنى إياها عندما ترانى فأرد بأنى لن أراها إلا بعد أن تخبرنى بالمفاجأه فتقول "ساره أنا اتحجبت...و بقيت شبهك"...نصرخ سوياً فى سماعه التليفون و كأنها تفاجأت بحجابها...لم ابارك أو ادعى لها بشىء..فقط قلت لها "أنا مبسوطه...مبسوطه اوى...أنا فرحانه بجد".
انظر لهاجر نظره انتصار و اقول ان حجاب مَريَم حدث يستحق الإحتفال...الحقيقه إنى فرحت أكثر بأنها اصبحت تشبهنى...صديقتى تشبهنى...اليس هذا سبب كافى لإسعادى ؟!....نذهب للدرس و أنا مستمره فى فتح ذراعى لإستقبال أى شىء يسعدنى مهما كان صغير.
ينتهى الدرس و اقف انا و هاجر فى إنتظار سمر (أختى) لتحمل كل منا إلى منزلها , اتصل بها لتخبرنى أن الطريق مزدحم و متوقف تماماً...لم أفقد صوابى و لم اخبرها إنى مرهقه تماماً و لا أستطيع الوقوف..ليس خوفاً ان تعنفنى بردها "أنا مش سواقه دادى يا روح مامى"..و لا بسبب نبره صوتها التى تؤكد إنها ليست على ما يرام و لكن بسبب " انا مبسوطه النهارده" , اقف أنا و هاجر صامتين..الكلام قد نفذ و الطاقه ايضاً نفذت.
كنت أعرف ان سمر الآن مُعلقه وسط هذا الإزدحام و تغنى بصوت مرتعش "جايه هديه حبيبك على جنح الطير...باعتلك نسمه تجيبك بعجأه هالسير".
و فجأه السماء تمطر...تمطر بغزاره...تمطر بسعاده...افتح فمى و انسى ان اغلقه....انظر لهاجر و لا أستطيع النطق بأى كلمه....السماء تمطر!! , وقفت فى نصف الطريق اقفز كالبلهاء و اصرخ بأعلى صوتى "الدنيا بتشتى...الدنيا بتشتى....الدنيا بتشتى!"...ارفع يدى للسماء كأنى اريد أن احصل على قطعه منها...اردت فعلاً ان أحصل عليها كلها , شعرت لحظتها أن الكون يساعدنى فى لمس أعماق الفَرَح بدون ترتيب له او بدون توقعه كنتيجه مُتوقعه للحزن المتتالى.
وصلت سمر و كانت على خير ما يرام...لابد انها تذكرت نظريتها عن انها ليست الفتاه الوحيده على هذا الكوكب التى لم يرسل لها حبيبها نسمه كهديه تنقذها بعجأه هالسير , طلبت منها ان تسلك طريق البحر لاستمتع به هو و المطر سوياً , استمتعنا نحن الثلاثه بكل ما يحدث حولنا..البحر...المطر...الهواء الرطب...حتى الإزدحام استمتعنا به ثم كتبت على الزجاج بجانبى "رجعت الشتويه".
اعود إلى البيت و كأن المطر قد زودنى بطاقه لا حصر لها , ادخل غرفتى...افتح النافذه و انظر للسماء لاشكرها على ذلك اليوم غير المتوقع , اطلق لشعرى الشعور بالحريه و اقرر ان احتفل بذلك اليوم على طريقتى الخاصه...بدأت ارقص...ارقص بكل ما املك من حريه و سعاده...استمر فى الرقص...اشعر بخفه جسدى...اشعر بشعرى و هو يرافقنى فى كل إتجاهاتى..يمين...شمال ثم يغطى وجهى ثم يقوم الهواء بدوره فى مثل هذا الموقف...يقوم بكشفه مره آخرى للسماء , بدأت ارى تلك النقاط الزرقاء و الحمراء....و الخضراء و الصفراء...بدأت ارى كل الالوان فتوقفت حتى لا استقبل الارض برأسى.
ارمى بجسدى على السرير و ابتسم لخروج الالم من جسدى , استمتع بأم كلثوم فى الظلام...اجهل وصف ذلك الشعور..شعور براحه غير ناقصه...شعور بعدم الخوف مما سيأتى...عدم الخوف مما سأدفعه ثمناً لذلك اليوم...أنا فقط سعيده و بيكفى !



Monday, September 19, 2011

الحاله تعبانه يا ليلى

ليلى...وحشانى يا ليلى , نفسى زمان يرجع تانى و ننزل نتمشى ع البحر الساعه سابعه الصبح و نسمع فيروز و نغنى معاها بأعلى صوتنا و نضحك على نفسنا...عايزاكى تمسكى إيدى لما اتعب م الجرى و نَفَسى يتقطع...عايزاكى تقولى لى إن مافيش حد فى الدنيا هايفوقنى غيرى و إن أنا اللى هألف و هاصور و هاخرج حياتى لوحدى.
حاجات كتير اتغيرت فى وقت قليل...أنا بقيت بانزل الشارع لوحدى و مابقتش بامسك ايد حد لما اجى اعدى الطريق , باستقبل لطشه هوا البحر من غير ما حد يحاول يمنعها عنى , السنه دى أول سنه اركب الترام لوحدى بردو..ممتع جداً ركوب الترام..ممتع لدرجه الملل.
إسكندريه صغرت اوى يا ليلى...او يمكن أنا اللى كنت مفكراها كبيره زى ما كنت مفكره كل حاجه كبيره , مابقتش باحبها زى زمان و عايزه اسبها و اسافر بقى.
عارفه يا لوو..اللى بيفرحنى دلوقتى غير اللى كان بيفرحنى من سنه بس...بقيت بافرح لما اتفرج على فيلم بالليل لوحدى و اطفى نور الشقه و كأنى عايشه جوه الفيلم , بافرح لما اسمع صوت آذان الفجر و انا واقفه فى البلكونه و اشوف السما و هى بتنور , بافرح لما الاقينى بنظم لحد حياته مع إنى مش عارفه انظم لنفسى جدول مذاكره , بافرح لما وش النسكافيه يطلع مظبوط و اشربه و انا واقفه باتفرج ع المطر من ورا الإزاز , بافرح لما افتكر مشهد معين فى فيلم و تانى يوم الاقيه شغال ع التليفزيون , بافرح لما احلم بحد بحبه و يقول لى تفسير الحلم ده إنه سندى و ضهرى , بافرح لما يكون الضحك طالع من روحى بجد , بافرح لما اسمع اغنيه قديمه تفكرنى بفتره كنت فيها مبسوطه , بافرح لما اقول للناس اللى بحبهم إنى بحبهم و نفسى يفضلوا موجودين فى حياتى على طول.
بس انا بقيت بازعل كتير يا ليلى مع إنى مش عايزه غير شويه مزيكا و نسكافيه و مطر....هو ده كتير يا ليلى!! و زياد الرحبانى مابيكدبش , قالها لك و غناها لك كمان "الحاله تعبانه يا ليلى"...الحاله مُهلِكه يا لوللا , باستقبل كل حاجه توجع و انا فاتحه لها دراعاتى.


كان نفسى تكونى موجوده بجد..كان نفسى ماتبقيش مجرد اسم بحبه...كان نفسى ماتبقيش عدم...كان نفسى ماتكونيش انا.



Friday, August 26, 2011

تُنسى كأنك لم تكن

تجلس امام مكتبها , عليه القهوه..و بعض الأوراق و قلم...تستمع لجرامافون , تحاول أن تكتب شىء يعبر عن الأمل و الرضا و الفرح المُلطخين بكثير من الإحباط و الغضب و السخط.....تتعجب من كل هذه الإضطرابات , كيف يمكن لكائن طبيعى أن يشعر بكل هذا فى وقت واحد؟!...فتأكدت تماماً من إختلال عقلها...طبيعى أن يختل.. له كل الحق فى الإختلال و الإختناق بسبب تفكيرها المبالغ فيه فى كل شىء..فى أقل شىء.
ابتعدت عن الجميع و إختارت الصمت ليكون صديقها الوحيد فى حاله الخراب النفسى هذه التى تعانى منها...اى كلام يمكنه ان يعبر عن ذلك الصراخ بداخلها؟..اى كلام يمكنه ان يصف هشاشه جسدها...هشاشه قلبها؟؟!
اصبحت هشاشتها تدمرها بالتدريج...وَصَلت لمرحله لم يعد بإمكانها إخفاء إختناقها و التظاهر بأن كل شىء على مايرام , خرج كل شىء عن سيطرتها..فقدت شعورها بنفسها..بالأغانى..بالأفلام..بالسير فى الطريق بروح هادئه...كيف تفقد شعورها بعالمها الذى اختارته بنفسها؟ عالمها الذى تهرب إليه كلما ضاق العالم الخارجى على جنونها !!
تتعامل مع ضعفها كما يتعامل سائقى السيارات مع المطب...تتعامل معه ببطء شديد و كأنها تتلذذ بأوجاعه..بسيطرته عليها , ماذا لو عبرت هذا المطب بسرعه عبقريه حتى لا تشعر بأى ألم او على الأقل تشعر به مره واحده؟؟؟ لماذا تتعمد البطء فى كل مراحل ضعفها؟
إذن...عقلها اختل

نعم...اعترف انى على حافه الجنون بالفعل
أنا سئمت الأغانى..سَئمت الأفلام...سَئمت الروايات...سَئمت السير وحدى فى الطريق...سَئمت البكاء...سَئمت الأحلام...سَئمت الركض...سَئمت الَصعود...سَئمت السقوط....سَئمت كل هذا الهراء.

اكتب لا لشىء بل لأقرأ هذا بعد فتره سأكون وقتها بحال افضل...و لا احتاج ل"وقت"...أؤمن ان الوقت لا يغير شىء...ابداً
كل ما أُريده الآن هو خيل اركض به لأبعد مكان..مكان لا يعرفنى فيه أحد...أريد مدفأه....و أريد ان أُنسى.


أشهد أننى حُرٌ و حىٌ...حين أُنسى*


اعلم أن هذه المرحله ستنتهى , و اشياء كثيره ستتغير فى نفسى.....اعلم أن الفرح يأتى دائماً بعد فراغ داكن لأشعر بكل سحبه روح فيه.


 يا رب..إن كان حظى فى الحياه قليلها فالصبر فيه رضاك , ما حيلتى و العجز غايه قوتى فإذا قضيت فمن يرد قضاك..وجهت وجهى نحو بيتك يا من تُجيب العبد إذ ناداك.


*محمود درويش
قصيده تُنسى كأنك لم تكن