ديسمبر العزيز..جئت هذا العام بدون مطرك و
ثلجك..جئت فقط ببروده جَمَدت حواسى ، التفاصيل وحدها من تحافظ على سلامه
عقلى...ادمنت تفاصيل البشر و لو احكى لك عن البشر !! لم اكن اعرف انهم محملين بهذا
القدر من التعاسه...كلهم و لا أستثنى أحد..اليست الحياه أبسط من ذلك؟....حسناً ،
ليست بسيطه لكن ايضاً لم يقل لى احد إنها بتلك الصعوبه
دعنا من البشر الآن..سأحكى لك عنى ، عينى
صارت أوسع رافضه إستقبال الكحل فيها...شعرى أيضاً صار اطول و أغمق...و أضعف مثلى
أنا..أنا التى بِتّ لا أعرف الكثير عنى...أخاف منى معظم الوقت ، لا أعرف ما الذى أنوى فعله أكثر بنفسى ، أتغير
كثيراً..أتغير بسرعه تفوق طاقتى...أحياناً للأفضل و غالباً للأسوأ..صرت مثل
الزجاج..ضربه واحده يمكنها أن تفتتنى...
تعقدت علاقتى بالحكى...تعقدت حد الصمت.
و فى وسط كل ما يجرى اجدنى أكثر إقبالاً على
الحياه...اتخيلنى دائماً اركض وسط حشد كبير من الناس رغم انى اعرف انه لا يوجد
كاميرا تصورنى و انا اركض كما تصور بطل الفيلم بطريقه تجعل كل الناس تشتهى الركض !
اتخيلنى أرقص مع الرجل الذى سأحبه فى شارع
فؤاد بعد منتصف الليل..يا الله ! ماذا كنت سأتخيل لولا الأفلام؟! لهذه الدرجه
الواقع عبثى حيث لا يوجد به مصدر للأحلام؟!
يصيبنى إضطراب مفجع عندما اصطدم بالواقع
لأننى و أنا أعرف كل شىء عن الواقع لا أعرف كيف أتعامل معه فأهرب منه إلى أحلامى و
حياتى التى بنيتها هناك...لا أعرف متى ستصبح كلمه "الواقع" لا تسبب لى
الذعر و لا بد أن يحدث ذلك يوماً ما..لكن ماذا لو لم أكن صبوره؟ ماذا لو تشبثت
بالأحلام و تماديت فى رفضى للواقع؟
ديسمبر..أعرف إنك لست سوى شهر أبله ينهى هذا
العام الأكثر بلاهه و مع ذلك أطلب منك واقعاً مثل الحلم...واقعاً من غير
كوارث...أرجوك لا تجعلنى استسلم للبروده و أنساق لها..صدقنى لم يبق بى موطىء
للخساره*
*قصيده لمحمود درويش
*قصيده لمحمود درويش
No comments:
Post a Comment