Friday, August 26, 2011

تُنسى كأنك لم تكن

تجلس امام مكتبها , عليه القهوه..و بعض الأوراق و قلم...تستمع لجرامافون , تحاول أن تكتب شىء يعبر عن الأمل و الرضا و الفرح المُلطخين بكثير من الإحباط و الغضب و السخط.....تتعجب من كل هذه الإضطرابات , كيف يمكن لكائن طبيعى أن يشعر بكل هذا فى وقت واحد؟!...فتأكدت تماماً من إختلال عقلها...طبيعى أن يختل.. له كل الحق فى الإختلال و الإختناق بسبب تفكيرها المبالغ فيه فى كل شىء..فى أقل شىء.
ابتعدت عن الجميع و إختارت الصمت ليكون صديقها الوحيد فى حاله الخراب النفسى هذه التى تعانى منها...اى كلام يمكنه ان يعبر عن ذلك الصراخ بداخلها؟..اى كلام يمكنه ان يصف هشاشه جسدها...هشاشه قلبها؟؟!
اصبحت هشاشتها تدمرها بالتدريج...وَصَلت لمرحله لم يعد بإمكانها إخفاء إختناقها و التظاهر بأن كل شىء على مايرام , خرج كل شىء عن سيطرتها..فقدت شعورها بنفسها..بالأغانى..بالأفلام..بالسير فى الطريق بروح هادئه...كيف تفقد شعورها بعالمها الذى اختارته بنفسها؟ عالمها الذى تهرب إليه كلما ضاق العالم الخارجى على جنونها !!
تتعامل مع ضعفها كما يتعامل سائقى السيارات مع المطب...تتعامل معه ببطء شديد و كأنها تتلذذ بأوجاعه..بسيطرته عليها , ماذا لو عبرت هذا المطب بسرعه عبقريه حتى لا تشعر بأى ألم او على الأقل تشعر به مره واحده؟؟؟ لماذا تتعمد البطء فى كل مراحل ضعفها؟
إذن...عقلها اختل

نعم...اعترف انى على حافه الجنون بالفعل
أنا سئمت الأغانى..سَئمت الأفلام...سَئمت الروايات...سَئمت السير وحدى فى الطريق...سَئمت البكاء...سَئمت الأحلام...سَئمت الركض...سَئمت الَصعود...سَئمت السقوط....سَئمت كل هذا الهراء.

اكتب لا لشىء بل لأقرأ هذا بعد فتره سأكون وقتها بحال افضل...و لا احتاج ل"وقت"...أؤمن ان الوقت لا يغير شىء...ابداً
كل ما أُريده الآن هو خيل اركض به لأبعد مكان..مكان لا يعرفنى فيه أحد...أريد مدفأه....و أريد ان أُنسى.


أشهد أننى حُرٌ و حىٌ...حين أُنسى*


اعلم أن هذه المرحله ستنتهى , و اشياء كثيره ستتغير فى نفسى.....اعلم أن الفرح يأتى دائماً بعد فراغ داكن لأشعر بكل سحبه روح فيه.


 يا رب..إن كان حظى فى الحياه قليلها فالصبر فيه رضاك , ما حيلتى و العجز غايه قوتى فإذا قضيت فمن يرد قضاك..وجهت وجهى نحو بيتك يا من تُجيب العبد إذ ناداك.


*محمود درويش
قصيده تُنسى كأنك لم تكن 

No comments:

Post a Comment